Skip Navigation Links
عربی » مقابلة : المعارضة السورية: نسمع جعجعة ولا نرى طحناً
 
المعارضة السورية: نسمع جعجعة ولا نرى طحناً
04/01/2010 8:14:
MediaKurd > info@mediakurd.com
جان كورد / ‏الأحد‏، 03‏ كانون الثاني‏، 2010
منذ فترة طويلة، يقوم الكورد السوريون، وبخاصة في بلدان العالم الحر الديموقراطي، بواجبهم الوطني في فضح سياسات النظام، المستبّد الفاسد، حيال شعبهم المُضّطَهد من عدة وجوه سياسية واقتصادية وثقافية، ويراهم المراقب السياسي في الساحات العامة، يتظاهرون ويوزّعون النشرات السياسية ويضربون عن الطعام، أمام السفارات السورية وسفارات بعض الدول الكبيرة وأمام مباني المنظمات الدولية، من أوسلو شمالاً إلى نيقوسيا جنوبيا، ومن الولايات المتحدة الأمريكية إلى دول الاتحاد السوفييتي المنحل، ومع الأسف لا نرى بين صفوفهم أو بجانبهم إلا فئة قليلة من إخوتهم وأخواتهم السوريين من غير الكورد، بل لا نسمع عن زعيم من زعماء المعارضة الديموقراطية والوطنية السورية، وهم كثر والحمد لله، يحييّهم بكلمة أو يؤازرهم ويؤّيدهم بكلمة تشجّعهم في نضالهم من أجل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان التي يسعون إلى تحقيقها، ليس لقومهم الكوردي فحسب، وانما لعموم الشعب السوري، لكل مكوناته القومية والدينية، دون استثناء...
قد يقول قائل:"الكورد السوريون يطالبون بما هو ليس حقاً لهم كالحكم الذاتي أو أنهم يرفعون العلم القومي الكوردي بدلاً عن العلم السوري..."
هؤلاء يمكن اسكاتهم بسهولة حقاً، إذ أن هناك عشرات الدول في العالم تمنح قوميات من قوميات بلادها حكماً ذاتياً، دون أي غضاضة أو تردد، وذلك لأن الحكم الذاتي ضمن حدود دولة من الدول لا يمكن أن يكون انفصالاً او دعوة للانفصال، وبرامج الأحزاب الكوردية السورية، حتى التي تُعتَبَرُ "متطرّفة!" تثبت أن الكورد متفقون على حل عادل لقضيتهم القومية ضمن وحدة البلاد السورية، وللتأكّد من ذلك فليتوجهوا بالسؤال حول ذلك إلى الأستاذ هيثم المالح، عفواً شيخ الحقوقيين هذا من المظلومين الذين يقبعون في السجون السورية، فليسألوا الأستاذ القدير الطليق حسن عبد العظيم الحقوقي المحنّك والعارف في هذا المجال، وآمل أن يقول الحق في هذا، كما تعلّمه من كتب القانون الدولي وكما هو مضطّلع عليه من خلال خبراته، وأن لا يعود إلى تصريحاته النارية التي أطلقها منذ فترة وجيزة بصدد المطالب الكوردية، والتي بدت لي - صدقاً- كرّد فعل حكومي غير مباشر على فصائل كوردية معيّنة وليس كموقف لزعيم معارضة ديموقراطية...
وبالنسبة للعلم القومي فهذا لا يتعارض مع العلم الوطني السوري، لأنه حتى للنوادي الثقافية ونوادي سباق الخيول ومؤسسات الخدمات النسائية أعلام، فلماذا يثيرالعلم القومي الكوردي وحده حفيظة هؤلاء...؟ ألئنه العلم الذي يرفعه الكورد في بلدان مجاورة؟ من الأفضل لهؤلاء أن لا يطرقوا هذا الباب لأنه سيفتح عليهم أبواباً أخرى وسيطرح عليهم أسئلة كبرى، لن يتمكّنوا من الاجابة عنها أبداً...
الكورد السوريون، يا زعماءنا السوريين، يرفعون علم قومهم بافتخار ويعشقونه جميعاً، ولكنهم يخدمون خدمتهم العسكرية تحت الراية السورية وليست تحت راية أخرى، على الرغم من أن البعض من شبابهم يغتالون ويعذبون حتى الموت على أيدي جلاديهم من الضباط ورجال الاستخبارات العسكرية في ثكناتهم السورية، ووصل عدد هؤلاء الضحايا حتى (43) شاباً...فذاك علم يرمز لقومهم وهذا علم يرمز للوطن المشترك الذي يعيشون فيه إلى جانب إخوتهم السوريين الآخرين، ولا أحد يتكلّم هنا عن انفصال كوردي أو تفتيت للبلاد، وانما يجري الحديث عن توزيع عادل للسلطات المحصورة في المركز السوري وتوزيع عادل للثروات والتمتّع بالحقوق والخيرات...أي إن حديثنا هو عن ادارة لامركزية تراعي الوجود القومي الكوردي، كما لاتفرّط بحق القومية العربية التي نحترم وجودها وأكثرية وجودها في البلاد، ولكن الديموقراطية المنشودة تفرض حماية حق الأقلية مثلما تصون حق الأكثرية، والموضوع ليس مجرّد احصاءات وأرقام وانما قضية حقوق أساسية مصونة في البند الخاص ب"حق تقرير المصير للشعوب" دولياً...
فأين هي هذه المعارضة الديموقراطية والوطنية التي لها مواقع الكترونية عديدة، ومحطة تلفزيون، وجبهات وتحالفات واعلانات وأسماء براقة؟ لماذا لا نرى زعيماً معارضياً واحداً يقف وراء هؤلاء الشباب الكورد في نشاطاتهم الديموقراطية السلمية ويخطب فيهم ما يحلو له، وينصحهم نصيحة صادقة، ويصحح من أخطائهم، ويشاركهم أحزانهم ومعاناتهم التي هي جزء من معاناة الشعب السوري، وليست جزءاً من معاناة شعب الماوماو أو الفينيق...؟
أفلا يعتبر هؤلاء الكورد السوريون المستعدون لكل التضحيات من أجل اقامة نظام ديموقراطي اجتماعي عادل في البلاد من هذا الشعب السوري؟ لماذا لايستطيع زعماء المعارضة استخدام العقل المعارض والبلاغة العربية ومحبّة القلوب لكسب الناشط الكوردي الذي ينشد نيل التأييد من كل البشر لقضيته القومية العادلة ولمطلبه الأساسي في سوريا حرة وديموقراطية تتّسع للجميع؟
هل كُتِبَ على الناشط الكوردي وحده أن يقوم بكل هذه التظاهرات و"المشاغبات الشارعية!" حسب تصوّر بعض "الديموقراطيين!"؟
هناك بعض الزعماء السوريين من خندق المعارضة من يعترف بأن الكورد قد أصبحوا قوّة معارضة هامة في البلاد وخارجها، فلماذا لاتتم الاستفادة الصحيحة من هذه القوّة؟
لذا أتعذّب في قرارة نفسي وأنا أضع هذا المثل العربي عنواناً لمقالي هذا: أسمع جعجعةً ولا أرى طحناً.